في سياق انفتاح الباحثين والمفكرين والأدباء على البادية وما تحفل به من كنوز معرفية ورجالات ونساء بصموا تاريخ المغرب في كل المراحل وعلى كافة المستويات، واستمرارا لما تم عقده من لقاءات فكرية وثقافية في عدد من مناطق الشاوية، اجتمع لجنة تحضيرية متكونة من فريق عن جامعة الحسن الأول ومختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وممثل عن المديرية الإقليمية للثقافة بسطات وعضوين عن المكتب المسير لجمعية ابن أحمد امزاب للتنمية والتضامن،بالإضافة إلى ممثلين عن قبائل المذاكرة وأولاد حريز والمزامزة ،وذلك يوم الاربعاء 24 ماي 2017 بنقطة " بوانيكس" على أطراف مدينة ابن أحمد إقليم سطات.
وبعد نقاش مستفيض، تقرر عقد ندوة فكرية في موضوع :" الزوايا بالمغرب: التصوف والمعرفة والمجتمع" يوم السبت 1 يوليوز 2017 بمدرسة القرآن بالزاوية التاغية ابن أحمد إقليم سطات، بمشاركة باحثين من التاريخ والسوسيولوجيا والفلسفة والآداب لإضاءة جوانب من تاريخ المعرفة بالشاوية.
ويأتي انعقاد هذه الندوة، في هذا الفضاء، لاعتبارات رمزية وثقافية ذات دلالات تؤكد أن المغرب لم يخل من رجال ونساء اعتبروا العلم والتعليم وسيلة للنهوض بالمجتمع وأداة لنشر الوعي ومحاربة البدع وقيم الاستسلام. وتعتبر الزاوية التاغية، إلى جانب الزاوية البوعزاوية والزاوية الشرقاوية وزوايا كثيرة في كل تراب الشاوية مثل "الزاوية البطاحية" و"زاوية المعاريف" و"الواوية المنيعية" و"مدرسة الفقيه محمد بلعربي الحجاجي" وغيرها من زوايا في كل القبائل التي لم تخل من مدرسة أو زاوية او عالم جليل .. جميعها من النماذج التي تجسد هذا التوجه الذي أنتج معرفة مستمرة في حياتنا.